التعليم في العراق بين الماضي و الحاضر
التعليم في العراق بين
الماضي و الحاضر
مما لا يختلف عليه إثنان هو أن التعليم يعتبر الأساس القويم لنهضة وتطور أي مجتمع وهو سر نجاحه وسعادة أبنائه وفي هذا السياق تعود بي الذاكرة إلى سبعينيات القرن الماضي وبالذات الفترة مابين 1977-1983حيث كنت تلميذآ في المرحلة الإبتدائية في قرية صغيرة شمال غرب العراق قريبة من الحدود السورية ، فالمدرسة طينية البناء لكن! يتم توزيع الكتب والدفاتر وكراسات تعلم الخط العربي والإنجليزي والقرطاسية بأنواعها على جميع التلاميذ ومن كافة الصفوف مجانآ بالإضافة إلى التغذية المدرسية حيث تأتي سيارة من المدينة وبشكل يومي حاملة كيس من الصمون الحار يتم توزيعها مع الجبنة الفرنسية أو الألمانية والتفاح الراقي والبيض المسلوق وشوربة الحمص والعصير الطبيعي...إلخ . كان الأستاذ مدللآ من قبل الحكومة من ناحية الراتب الشهري الجيد وتوزيع الأراضي السكنية مع قرض المصرف العقاري المدعوم من الدولة العراقية .
ما تقدم كله أدى إلى إرتفاع نسبة الالتحاق بالمدارس إلى ما يقرب ١٠٠% و إنخفاض نسبة الأمية بين الفئة العمرية ١٥-45 حيث تم إطلاق حملتي محو الأمية الإلزامية والمدارس الشعبية ، وكذلك طلاب الدراسات العليا العراقيين في المملكة المتحدة وحدها بلغ عددهم ٥٠٠ طالب سنة ١٩٧٩ .
بعد هذه الفترة الذهبية بدأ الإنهيار شيئآ فشيئآ نتيجة الحرب مع إيران من جهة وغزو دولة الكويت من جهة أخرى الذي أدى إلى وضع العراق تحت البند السابع وعزله دوليآ طوال ١٣ سنة مما دفع بالمعلمين أن يبحثوا عن عمل إضافي نتيجة لتدهور العملة العراقية إذ أصبح ٢٨٠٠ دينار عراقي يعادل دولارآ أمريكيآ واحدآ بعد أن كان الدينار الواحد يعادل ٣،٣ دولار سنة ١٩٧٩ .
طلقة الرحمة أطلقت على قطاع التعليم في العراق مع بداية دخول قوات التحالف إليه في ٢٠٠٣ حيث تم سلب ونهب مكتبات ومختبرات الجامعات ومراكز البحوث التابعة لمختلف الوزارات فكانت شاشة الحاسوب تباع على الرصيف على أنها تلفزيون ملون ! ثم تحولت المدارس إلى مقرات حزبية مما أدى بالتدريسين إلى الهجرة بعد أن بلغ عدد ضحاياهم على يد الإرهابيين المئات ، تهالكت المدارس ولم تعد هناك دورات مياه صالحة للاستعمال ولا مياه صالحة للشرب ناهيك عن الفساد الذي طال بناء المدارس وتزويدها بالقرطاسية والمحاصصة التي طالت وزارة التربية كغيرها من الوزارات وهذا كله جعل الكثير من الطلبة يميلون نحو الدراسة في المدارس الأهلية .
لو أردنا أن نمنح قبلة الحياة لنظامنا التدريسي فلابد أن :- * نبني التدريسي أولآ بدعمه من كافة النواحي وحمايته من التطرف ومن ثم * ترميم المدارس القديمة وبناء أخرى في المناطق ذو الكثافة السكانية العالية متبعين الأنظمة التدريسية الحديثة و * محاولة إستهداف المعلمين والتدريسين المهاجرين بإعادتهم إلى العراق * إبعاد النظام التدريسي عن الطائفية * السيطرة على تجار الأسئلة للمراحل المنتهية ( البكالوريا ) * تطوير البنية التحتية للتعليم * تكريس ميزانية جيدة لقطاع التعليم .
أمنيتي كأحد أعضاء السلك التعليمي أن يرقى التعليم في بلاد مابين النهرين إلى أعلى المستويات وأن يرجع إلى سابق عهده في التعليم مضاهيآ الدول الراقية
الماضي و الحاضر
مما لا يختلف عليه إثنان هو أن التعليم يعتبر الأساس القويم لنهضة وتطور أي مجتمع وهو سر نجاحه وسعادة أبنائه وفي هذا السياق تعود بي الذاكرة إلى سبعينيات القرن الماضي وبالذات الفترة مابين 1977-1983حيث كنت تلميذآ في المرحلة الإبتدائية في قرية صغيرة شمال غرب العراق قريبة من الحدود السورية ، فالمدرسة طينية البناء لكن! يتم توزيع الكتب والدفاتر وكراسات تعلم الخط العربي والإنجليزي والقرطاسية بأنواعها على جميع التلاميذ ومن كافة الصفوف مجانآ بالإضافة إلى التغذية المدرسية حيث تأتي سيارة من المدينة وبشكل يومي حاملة كيس من الصمون الحار يتم توزيعها مع الجبنة الفرنسية أو الألمانية والتفاح الراقي والبيض المسلوق وشوربة الحمص والعصير الطبيعي...إلخ . كان الأستاذ مدللآ من قبل الحكومة من ناحية الراتب الشهري الجيد وتوزيع الأراضي السكنية مع قرض المصرف العقاري المدعوم من الدولة العراقية .
ما تقدم كله أدى إلى إرتفاع نسبة الالتحاق بالمدارس إلى ما يقرب ١٠٠% و إنخفاض نسبة الأمية بين الفئة العمرية ١٥-45 حيث تم إطلاق حملتي محو الأمية الإلزامية والمدارس الشعبية ، وكذلك طلاب الدراسات العليا العراقيين في المملكة المتحدة وحدها بلغ عددهم ٥٠٠ طالب سنة ١٩٧٩ .
بعد هذه الفترة الذهبية بدأ الإنهيار شيئآ فشيئآ نتيجة الحرب مع إيران من جهة وغزو دولة الكويت من جهة أخرى الذي أدى إلى وضع العراق تحت البند السابع وعزله دوليآ طوال ١٣ سنة مما دفع بالمعلمين أن يبحثوا عن عمل إضافي نتيجة لتدهور العملة العراقية إذ أصبح ٢٨٠٠ دينار عراقي يعادل دولارآ أمريكيآ واحدآ بعد أن كان الدينار الواحد يعادل ٣،٣ دولار سنة ١٩٧٩ .
طلقة الرحمة أطلقت على قطاع التعليم في العراق مع بداية دخول قوات التحالف إليه في ٢٠٠٣ حيث تم سلب ونهب مكتبات ومختبرات الجامعات ومراكز البحوث التابعة لمختلف الوزارات فكانت شاشة الحاسوب تباع على الرصيف على أنها تلفزيون ملون ! ثم تحولت المدارس إلى مقرات حزبية مما أدى بالتدريسين إلى الهجرة بعد أن بلغ عدد ضحاياهم على يد الإرهابيين المئات ، تهالكت المدارس ولم تعد هناك دورات مياه صالحة للاستعمال ولا مياه صالحة للشرب ناهيك عن الفساد الذي طال بناء المدارس وتزويدها بالقرطاسية والمحاصصة التي طالت وزارة التربية كغيرها من الوزارات وهذا كله جعل الكثير من الطلبة يميلون نحو الدراسة في المدارس الأهلية .
لو أردنا أن نمنح قبلة الحياة لنظامنا التدريسي فلابد أن :- * نبني التدريسي أولآ بدعمه من كافة النواحي وحمايته من التطرف ومن ثم * ترميم المدارس القديمة وبناء أخرى في المناطق ذو الكثافة السكانية العالية متبعين الأنظمة التدريسية الحديثة و * محاولة إستهداف المعلمين والتدريسين المهاجرين بإعادتهم إلى العراق * إبعاد النظام التدريسي عن الطائفية * السيطرة على تجار الأسئلة للمراحل المنتهية ( البكالوريا ) * تطوير البنية التحتية للتعليم * تكريس ميزانية جيدة لقطاع التعليم .
أمنيتي كأحد أعضاء السلك التعليمي أن يرقى التعليم في بلاد مابين النهرين إلى أعلى المستويات وأن يرجع إلى سابق عهده في التعليم مضاهيآ الدول الراقية
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقك على المنشور فخر لنا